المعايير الصوابية في اللغة العربية بين القدامى والمعاصرين
اختلفت المعايير الصوابية من زمن لآخر باختلاف ما جدّ في الدراسات اللغوية من جهة وما يفرضه الواقع اللغوي من جهة أخرى، حيث تجاوز المعاصرون في مفهومهم للخطأ مسألة القياس والسماع عن أعراب عصور الاحتجاج وغيرهما مما تعلّق بالقواعد التقليدية، وبدأ الحديث عن علاقة اللغة بالمجتمع، ومن ثم الحديث عن التطور اللغوي الطبيعي والضروري الذي أغفله السابقون لكنّ الأمر لم يخلُ من السلبيات، وكان ذلك لما استغِّل هذا الأمر في الدعوة إلى العامية وهجر الإعراب، لتندثر اللغة الأصل وتحل محلها لغة أخرى محرَّفة بعد زمن طال أو قصر، ولا سيما إذا لازم ذلك التسامح مع كل خطأ استحسنه الناس وجرى في الاستعمال تحت شعار التجديد والتطور، ولعلّ خير العربية بين هذا وذاك يتجسد في المقولة المشهورة « خير الأمور أوسطها » بمعنى « لا إفراط ولا تفريط ».