النحو القرآني بين الحقيقة والخيال
ليس من الغلو في شيء إذا قلنا إن اعتماد النحاة على القرآن الكريم في استنباط أحكام اللغة العربية والتقعيد لها وكونه مصدرهم الأول هو من المعلوم بالضرورة عند الدارسين قديما وحديثا، ولم يحدث أن شكك أحد في ذلك إلا بعض الدارسين المعاصرين في النصف الثاني من القرن العشرين، ادعوا أن النحاة لم يعتمدوا في بناء قواعد النحو على القرآن وحده، وأنهم خالفوه في قواعد كثيرة حيث اعتمدوا على الشعر أكثر وهو لغة خاصة، وعلى لهجات العرب وهي يختلف بعضها عن بعض ولا يمكن توحيد قواعدها، ودعوا إلى إعادة النظر في النحو العربي كله، بالاقتصار في قواعده على القرآن وحده.