المعايير السياقية في قصة الأنبياء (آدم وإبراهيم وعيسى عليهم السلام(
إن محاولة إنشاء ميدان بحث مستقل يكون موضوعه الخطاب يندرج بصفة عامة في إطار التطور الطبيعي الذي تعرفه علوم اللغة بصفة عامة واللسانيات بصفة خاصة، وذلك لما تتميز به من موضوعية واستقلالية، الأمر الذي جعلها تحدد موضوعها وأطرها المنهجية وتضبط مفاهيمها. ولعل من أقرب الميادين إلى اللسانيات هو تحليل السياقية التركيبي الذي نجد له علاقات متداخلة مع اللسانيات، خاصة فيما يسمى بالنظرية السياقية.
تهدف هذه الدراسة إلى بيان المعايير السياقية في الخطاب القرآني وخاصة في الخطاب الموجه إلى الأنبياء وذلك من خلال دراسة هذه المعايير في قصة الأنبياء (آدم وإبراهيم وعيسى عليهم السلام) في محاولة جادة لنبرز للعالمين أنّ الخطاب القرآني خلاف ما يوحي به ظاهره للبعض بأنَّه مفكك لا تنظمه أية وحدة، وأنه عبارة عن تعاليم وطقوس لا وجود لخيط ناظم يجمع بينها، بل على العكس من ذلك تنظمه وحدة من نوع خاص تمثل فرادته وإعجازه، إنها الوحدة النسقية