الطرُق العشْرُ لنافع أو « العشْرُ الصَّغير » واعتناءُ الَمغارِبة بها
صرَفَ المغاربةُ أعمارَهم واستفرَغوا وُسْعَهم في التّأصيل لقراءةِ نافع وتدريسِها والتّأليفِ فيها وتتبُّع دقائقِها والالْتزام بها في مدارسِهم كلّها وإصْدار المَراسيم لالْتزامِها قديمًا، وفي العصْر الحديث نشهدُ حركةً ثقافيّةً تتّجهُ الوِجهةَ الصّحيحةَ في تلمُّس الهُويّة والأصَالة الحضاريّة وهذا بالرُّجوع إلى التُّراث النّفيسِ والبحْث فيه وفهمِه والاستفادةِ منهُ، والتّراثُ القِرائيُّ جزءٌ من التّراثِ العلمي والحضاريِّ لهذه الأُمّة آلَ إلينا من أسْلافنا ولا بدَّ أن نُؤدّيَه لمنْ بعدَنا كما تلقّيْناه خالِصا سائغا، وقراءةُ نافع هي قراءةُ هذا القُطر الجزائري والمَغرب الإسلامي عُموما، تأصّلتْ في رُبوعه حتّى غدَتْ جزءًا من مُكوّناتِه العِلميّة والحضاريّة والطّرُق العشْر له كانت منذُ عهد الحافظ أبي عَمرو الدّاني، أي من القرْن الرّابع الهجري يُقرأُ بها إلى الآن؛ وهي مرحلةٌ طويلةٌ عريقةٌ تتجاوزُ الألفَ سنة، ولا زال الكثيرُ حتّى من الُمتخصِّصين يجهلونَ حيثيّاتِها، وهذا البحثُ الموجَز سيكونُ شعاعَ ضوءٍ يكشِف هذا الكنزَ المخبوءَ يهدِي الباحثينَ للتّفتيشِ أكثرَ عن تاريخِ هذه الطّرُق العشْر في الجزائرِ خاصّةً وفي المغرب الإسلامي عامّة.
Document joint
