WEBREVIEW

تكوين الأساتذة في علم النفس و الجوانب الوجدانية في التربية البدنية و الرياضية -دراسة الوضع في التعليم الثانوي بالجزائر-

حاولنا من خلال هذا البحث أن نبين الإمكانيات المتاحة في التربية البدنية والرياضية لتحقيق أهذاف تربوية في المجال الوجداني ،فضلا عن أهميتها من الجوانب النفسحركية و المعرفية. مما يتطلب ضرورة الإهتمام أكثر بتكوين أساتذة التربية البدنية و الرياضية في ميدان علم النفس.لذا نقدم اقتراحات للتكوين في هذا المجال، بناء على دراستنا الجامعية (في التربية البدنية ،النفس العيادي، وعلوم التربية)، وعلى خبرتنا في التدريس المدرسي والجامعي، وتجارب بحث مع تلاميذ وأساتذة التعليم الثانوي.
نلاحظ أن طبيعة النشاطات في التربية البدنية و الرياضية تترك فرصا متعددة للتعبير الكلي،ليس بالحركة الجسمية فقط بل وأيضا التعبير الشفوي والانفعالي،والتفاعل الاجتماعي......وهذا ما تسمح به خصوصيات هذه المادة التعليمية ،من خلال نظام الأفواج أو الفرق مثلا،و الذي يكون قاعدة تنظيمية أساسية للتعلم الحركي.يكون هذا الأخير المحور الرئيسي للتعلم :بينما يمكن من جهة أخرى تعزيز التربية من الجوانب الوجدانية ، أو العاطفية –الاجتماعية ،كالتعبير والتحكم الانفعالي ،والتعامل و المعاملة و التعاون الجماعي .....الخ،يظهر هذا العمل التربوي الهام ممكنا ، وأكثر من ذلك ضروريا، وخاصة عندما يتعلق الأمر بمرحلة المراهقة ،أثناء التعليم الثانوي.
قد نستطيع اعتبار مرحلة المراهقة همزة وصل بين الطفولة والرشد .رغم هذه المرحلة قصيرة نسبيا ، تدوم ستة سنوات أو أكثر من ذلك بقليل،فابتداء من سن 12 تقريبا ، يمر المراهق بتغيرات حاسمة في النضج وتكوين تكون الشخصية و الانذماج الاجتماعي .حيث تتميز هذه المرحلة في بدايتها خاصة بتغير القامة السريع ، ثم بالنضج الجنسي، وتظهر اضطرابات و تغيرات نفسية كبيرة :يتراوح المراهق أثناء النضج الجنسي في وسط المرحلة بين الحماس والاكتئاب ،الحيوية أو الخمول، ويواجه الكبار بالنقد و العدوانية (خاصة الأقارب)،ويندمج أحيانا في افواج من نفس السن لمعارضة الكبار أو مجتمع أصبح هو الأخير لا يرحم.
تتطلب هذه المرحلة من النمو مساعدة تربوية هامة من الجوانب العاطفية –الاجتماعية،قد نراها ممكنة و تتطلب اهتماما بيداغوجيا أكبر في التربية البدنية والرياضية ،وعلى سبيل المثال :الإدماج في الفريق التربوي الرياضي داخل القسم ،وتعلم ممارسة الأدوار الجماعية،واحترام الخصم أثناء المنافسة من بين المزايا التي تساعد المراهق على الإندماج و االمشاركة في المجتمع....
بعد القيام بدراسات ميدانية في عدة أشكال ،من الملاحظة إلى المساءلة المكتوبة إلى المقابلة الشفوية،مع تلاميذ وأساتذة التعليم الثانوي (السنتين الأولى والثانية) تحصلنا على النتائج المركبة التالية :
لازال إدماج التربية البدنية و الرياضية غير كاف في المنظومة التربوية الجزائرية :يوجد برنامج للمدرسة الابتدائية لكنه نادرا ما يطبق ، بينما في مرحلتي التعليم المتوسط والثانوي ،توقيت ساعتان في الأسبوع،لكنه رغم توقيت التدريس الناقص ، والظروف المادية الضعيفة داخل أغلب الثانويات ،وسهولة الحصول على الإعفاء الطبي ،ومكتسبات ضئيلة في التربية البدنية و الرياضية عند الكثير ،يحضر بصفة عامة ويهتم أغلبية التلاميذ بالدروس في التربية البدنية والرياضية.
أهم أسباب مشاركة التلاميذ هي استجابة هذه المادة إلى دوافعهم الوجدانية ،مثل تفريغ الطاقة الزائدة و الارتياح النفسي المرافق لذلك ،التعبير الانفعالي كالفرح والغضب مثلا،دون تلقي أي عقاب لأن هذا التصرف يعتبر عاديا في بعض الوضعيات مثل التنافس ،فيستطيع هكذا المراهق تفريغ شحنة العدوانية ،والتخلص من تعب الدراسة في القسم ....تنشأ من جهة أخرى عن طريق هذا النشاط في التربية البدنية و الرياضية علاقات متميزة بين المتعلمين ومع المدرس .بحيث يجد المدرس نفسه أمام وضعيات بيداغوجية غنية بالظواهر الاجتماعية –العاطفية ،التي تفرض عليه أن يتلاءم معها أو يتدخل لحل مشكلات متنوعة ،كتأزم العلاقات بين الأفراد أو انعزال بعضهم عن الفوج ...الخ.أما المدرسين فإن المتميزيين منهم بخبرة نسبية يركزون على دورهم التربوي من زاوية تطوير الروح الجماعية ،وعلاقة المساعدة للتلاميذ فرديا ،خاصة الذين يتحدثون لهم عن مشاكلهم المعقدة،ظاهرة قد بها علاقة أستاذ التربية البدنية مع تلاميذه حسب تجربة الكثير من المستجوبين.
في الخلاصة ،نرى ضرورة توفير الشروط الملائمة لتدريس هذه المادة ،وعلى وجه الخصوص :رفع توقيت التدريس الأسبوعي في المدارس و الثانويات،توفير المرافق الضرورية المناسبة ،رفع نوعية تكوين المؤطرين،وإعطاء مكانة أكبر لعلم النفس الاجتماعي وعلم النفس التربوي في هذا التكوين.أما اقتراحاتنا للقيام بالتكوين الجامعي في علم النفس ،فإنها تركز بالخصوص على الجوانب العلمية ،لتحسين السلوك التربوي لدى المهنيين ، كمثل :التدريب خلال التكوين الأولي على التعامل المحترم للأخلاقيات الرياضية (الروح الرياضية) أثناء ممارسة النشاطات البدنية والرياضية ،تعلم التحكم في العلاقات مع التلاميذ أثناء التدريب البيداغوجي التطبيقي ....


 
| info visites 9151158

Suivre la vie du site fr  Suivre la vie du site Arts et Sports  Suivre la vie du site مجلة علوم و تقنيات النشاط البدني الرياضي  Suivre la vie du site Numéro 06   ?

Creative Commons License