يحاول هذا البحث دراسة العلاقة بين (عطف البيان) و(البدل المطابق) وتندرج هذه المواضيع تحت باب التوابع في كتب النحو القديمة، وبعض الكتب الحديثة، وقلتُ بعضها؛ لأن عددًا من المحدثين أسقط بعض أنواع التوابع من زمرة التوابع، وأضاف موضوعات جديدة غريبة، سنأتي على ذكرها في حينه. غير أنّ فوزي الشايب يعزو سبب ذلك إلى أنّ النحو التقليدي لم يُعنَ بالتمييز بين التراكيب المركزية والتراكيب اللامركزية، ومن ثم فقد أدى الخلط بينها عند بعض النحويين واللغويين المحدثين إلى اتخاذ مواقف غير موفّقة، وإلى تبنّي وجهات نظر تبدو لنا غير سديدة. وقد تجسّد ذلك كله في سلخ بعض أنواع التوابع من زمرة التوابع، وإضافة بعض الفصائل النحوية الأخرى التي لا تمتّ إلى التوابع بصلة
ليس من الغلو في شيء إذا قلنا إن اعتماد النحاة على القرآن الكريم في استنباط أحكام اللغة العربية والتقعيد لها وكونه مصدرهم الأول هو من المعلوم بالضرورة عند الدارسين قديما وحديثا، ولم يحدث أن شكك أحد في ذلك إلا بعض الدارسين المعاصرين في النصف الثاني من القرن العشرين، ادعوا أن النحاة لم يعتمدوا في بناء قواعد النحو على القرآن وحده، وأنهم خالفوه في قواعد كثيرة حيث اعتمدوا على الشعر أكثر وهو لغة خاصة، وعلى لهجات العرب وهي يختلف بعضها عن بعض ولا يمكن توحيد قواعدها، ودعوا إلى إعادة النظر في النحو العربي كله، بالاقتصار في قواعده على القرآن وحده.
لقد كان اطلاع الدارسين العرب المحدثين، على ما حقّقته اللسانيات في الغرب من قدرة على وصف اللغات البشرية، وتفسير قوانينها، الأثر الكبير في الاحتكام إلى تصوراتها في التصويب والنقد، فأرادوا أن يحققوا نهضة لغوية، قادرة على إعادة بعث الحياة في البحث اللغوي العربي عامة، والدرس النحوي خاصة. فعمدوا إلى إعادة النظر في قضايا نحوية تراثية عديدة منها موضوع البحث في أقسام الكلم. وسنتناول في هذه الدراسة جهود واحد من العرب المحدثين الذين طرحوا بصفة واضحة مبحث أقسام الكلم، وطعن في مطابقته لمعطيات العربية بسبب تأثره المفترض بمنطق (أرسطو).
يحاول هذا البحث أن يرصد التحولات التي يشهدها الدرس اللّساني الحديث، فيتناول الانتقادات التّي مارسها علماء اللّسانيات على الأنساق اللّسانية، فقد شهدت هاته الأنساق تطورات واسعة مست مجال التركيب والدّلالة وتعدّتها إلى التداول، باحثة عن كل الملابسات التي لها تعلقُ باللّغة من أجل تحقيق فهم جيّد لها وإدراك لكيفية اشتغال وحداتها، ونتيجة هذا لم يعد الاتجاهان البنيوي والتوليدي التحويلي الاتجاهين المهيمنين على ساحة الدراسات اللّسانية؛ إذ أتاحت المعرفة المعاصرة نماذج لسانية تحليلية أكملت النقص أو الزوايا التي لم تطرقها الدراسات السابقة، ويعدّ التوجه الوظيفي المؤسس على الأبعاد التداوليّة أبرز هذه النماذج وأدقها وأكملها.
ليس من الصّعب في أيامنا هذه الحديث عن العلاقة القائمة ما بين الدين الإسلامي واللغة العربية وهذا راجع إلى كثرة وتنوع الدراسات اللغوية والفقهية الحديثة والقديمة منها ذات الارتباط المباشر بهذه الظاهرة، وهذا في كل الميادين والمجالات، خاصة بعد التنظير الذي أكده العلماء الباحثين والمختصين بتعددهم وتنوع أرائهم ومجالاتهم البحثية على أن الإسلام كدين وعقيدة يقوم على ضرورة فهم هذه اللغة وإتقان قواعدها وأسرارها لفهم هذا الدين الجديد وبالتالي فهم أحكامه وتشريعاته وأبعاده الأخروية والدنيوية، ومن ثم الحفاظ عليه من اللحن أو الخطأ حتى لا تضطرب معانيه وتذهب أهدافه المنشودة
اللسان نعمة إلهية عظيمة حبانا الله تعالى بها، فهو ليس عضوا للبلع فحسب، بل أداة الكلام. وقيمة المـرء تحت طيّ لسانـه، لارطيلسانه، وما الإنسان لولا اللسان ؟ وقديما قـال زهير بن أبي سلمى :
لسان الفتى نصف ونصف فؤاده فلم يبـق إلا صورة اللحم والدم.
ومن أجل إقامة اللسان، ووقايته من داء اللحن والزيغ في الكلام، فقد انبرى علماء اللغة يضعون لها قواعد، يتم على ضوئها بناء الكلم العربي وأدائه أداء سليقيا سليما، إلا أنه ثمة معوقات كثيرة، كثيرا ما تحول دون ذلك، خاصة على مستوى الحياة المدرسية. وفي هذا البحث سيكون الحديث عن مكانة نشاط قواعد اللغة بين بقية الحصص الدراسية في التعليم المتوسط وعن المعوقات التى تحول دون توظيف القاعدة اللغوية توظيفا سليما، وعن مكمن صعوبات تدريسها، وعن السبل الكفيلة بتدريسها تدريسا يؤدي إلى إكساب الناطقين بالعربية سليقة لغوية أو ذائقة مُحِسّة، فضلا عن اقتراحات وتوصيات تتعلق بتحسين منهجية تدريسها، انطلاقا من استبيانات تتعلق بالمعلم والمتعلم في تعليمية القاعدة اللغوية، في المستويات الثلاثة من التعليم المتوسط لأن الرابعة لم تكن قد نصبت بعد.
يعد الإنتاج الكتابي القالب الذي يصب فيه المتعلم أفكاره بلغة سليمة وتصوير جميل، وهو الغاية من تعلم اللغة، وإتقانه يعد دلالة على ثقافته وقدرته التعبيرية عن أفكاره بعبارات سليمة وبليغة، ولذلك كان الإنتاج الكتابي ذا أهمية بالغة لدى الأستاذ.الذي يعمل ما في وسعه على أن يدرب المتعلم على حسن التفكير وتجويد العبارة، وتعلم الإنتاج الكتابي في المدرسة الجزائرية في ضوء المقاربة النصية يستلزم الانطلاق من النصوص النموذجية المقترحة على المتعلم في نشاط القراءة، والتي لا يخلو طور تعليمي منه، حيث أنها تزوده بالأنماط اللغوية الراقية من خلال أسلوبها وبلاغتها، ومن ثم يقوم بمحاكاتها أولا، وبعد ذلك ينسج تدريجيا على منوالها، وقد أكد علماء التربية على الصلة الوثيقة بين النجاح في الإنتاج الكتابي وممارسته وبين التفوق في سائر العلوم الأخرى
قامت الأحكام النحوية عند البصريين على أساس علمي متين، مثّله القياس النحوي؛ فسبغوا أحكامهم بالطابع العقلي القائم على التحليل والتعليل، فتحدّثوا عن العلّة النحوية وأولوها عنايتهم الفائقة وبخاصة العلل الأول التعليمية، كما تحدّثوا عن العامل وبنوا له في النحو نظرية قامت عليها كلّ القواعد، خاصّة وأن المنطق اللغوي للعربية في أذهان العرب قد قام على أساس من العلاقات المنطقية الرياضية التي يقود بعضها إلى بعض حيث ارتبط التعليل النحوي بوجود الحكم النحوي....
This article seeks to analyse Samuel Butler’s satirical treatment of Victorian institutions and values in Erewhon (1872). It focuses on the function of the utopian genre to account for the ideological struggles that inform society, and its capacity to suggest cures to social ills. Taking its theoretical bearings from Paul Ricoeur’s Lectures on Ideology and Utopia (1975) and Karl Mannheim’s Ideology and Utopia : A Sociology of Knowledge (1932) it attempts to explain why Butler faces the difficulty of reflecting objectively on a society in which he was culturally immersed ; In describing this difficulty, Ricoeur uses the expression “Mannheim’s paradox” to refer to the ambivalent intersection of ideology and utopia in utopian thinking. A symptom of this ambivalence in Erewhon, as we argue in this article, is the resort to satire not only to mock and make a clean sweep of the values of Victorian society in compliance with the work’s utopian impulse but to re-establish those same values on firmer ideological basis by resorting to carnivalisation.
Dans les périodes de désespoir et d’impuissance, de trouble et de censure. L’ironie dans sa vison comique ou tragique est souvent un moyen pour surpasser la douleur mais aussi un procédé efficace de contestation et de combat dans la mesure où elle véhicule une double fonction : celle de l’attaque et de l’esquive. Dans cet article et à travers le texte de Boualem Sansal « l’enfant fou de l’arbre creux », nous allons voir comment le tragique s’allie au comique pour exposer et mettre en dérision la violence de la condition humaine.