يجدر بنا قبل تقديم النص المترجم أن نعرّف الكفاية التواصلية، التي تعدّ « القدرة والابتكار المستمرّين دون اعتماد لائحة محدّدة من قبلُ لإنتاج الكلام وفهمه، وهي القدرة على المواجهة والتكيّف مع الوضعية غير المنتظرة القابلة للتطوّر،أي القدرة على عمل شيء بفعالية وبإتقان وبأقلّ جهد ممكن » .
التربية عبر العصور : كان الإنسان يحيا حياة بسيطة وكانت متطلبات العيش في تلك المجتمعات لا يكتنفها التعقيد لذا اتسمت متطلبات التربية البدائية بالتقليد والمحاكاة وكان جوهرها التدريب الآلي والتدريجي، أي أن لكل مرحلة من العمر نوعا خاصا من أنواع التربية ولم يكن هناك حاجة لمؤسسة معينة تقوم بنقل التراث و تدريب النشء لأنه لم يكن هناك تراث ثقافي كبير.
وكان يقوم بالعملية التربوية أو التدريبة وعملية تكيف الأفراد مع البيئة الوالدان أو العائلة أو أحد الأقارب؛ أما أنواع التربية التي كانت سائدة في ذلك العصر فهي التربية العملية التي تقوم على تنمية قدرة الإنسان الجسمية اللازمة لسد حاجاته الأساسية مثل الطعام والملبس والمأوى وبالإضافة إلى التربية النظرية التي تقوم على إقامة الحفلات والطقوس الملائمة لعقيدة الجماعة المحلية التي كان يقوم بها الكاهن أو ساحر القبيلة أو شيخها.
شك أن « الترجمة المتخصصة » فرضت نفسها بقوة في هذا العصر، وذلك لاعتبارات كثيرة لعل أهمها توسع الأسواق وتعدد مصادر العلوم والمعارف؛ و من هذا المنطلق وجب الاعتناء بتدريسها بوصفها تخصصا قائما بذاته لطلبة ما بعد التدرج في كليات الترجمة على الأقل.
الترجمة الآلية هي أداة مفيدة، غير أنَّه لا يمكنها أن تستبدِل المترجِم المحترف ولا نقصد بها أن تحل محلَّه. فالإنسان لا يتدخل خلال العملية، على عكس الترجمة بمساعدة الحاسوب (TAO) التي تتطلب بعض التفاعل بين الإنسان والآلة.
يمكن تفسير الاختلاف الأساسي بين المناهج التجريبية و الجدلية في سوسيولوجيا الأدب، على أساس أن الأولى (أي التجريبية) تتّجه نحو المسلمة الويبرية للموضوعية العلمية، مع استبعاد أيّ حكم قيمي جمالي أو غير ذلك، في حين أن الثانية (أي الجدلية) تُطوّر بعض النّظريات الجمالية و الفلسفية الموجودة بمساعدة مفاهيم سوسيولوجة و سيميائية.